إذا كان هناك شيء تعلمته في حياة الانترنت من المواقع والبرامج التجريبية ... فهي أهمية تفعيل الاشتراك وإلا سيتم الغاء حسابك
عندما نقوم بعكس هذه الحالة في مرآة الحياة الحقيقية ستجد هناك الكثير في الحياة أشد أهمية وفي حاجة ماسة لتفعيل اشتراكك ... ولحسن الحظ أن بعض المواقع والبرامج تحتفظ بكل بياناتك لحين رغبت مرة أخرى بتفعيل اشتراكك بها ... فمهما أخذ منك الوقت فهي في انتظار عودتك للتفعيل .... ومن سوء الحظ أيضاً أن هناك مواقع أخرى لها أهمية أكبر تغلق حسابك لتبدأ التعامل بطريقة المال أو النسخ المضروبة
علاقاتنا مع الله وعلاقاتنا مع أنفسنا ... من أكثر ما نحتاج لتفعيل اشتراكه وإلا ضاع الحساب وضاعت البيانات وحتى المال أو النسخ المضروبة لن تفي بالغرض
العلاقة مع الله علاقة شديدة الخطورة وشديدة الحساسية ... التهاون بها لا يعني التهاون بفعل ما ورؤيته بأنه أمر هيّن وصغير ... ولكن يعني عدم رؤيتك لعظمة وجلال من تتعامل معه ... لذلك فهي حقاً علاقة ذات حساسية شديدة
وفي ذات الوقت ، الله يبعث لك بنفسه رسائل دورية يذكرك بتفعيل العلاقة معه واعادة مجرى الحساب ... ربما منع عنك شيء شغلك عنه ... ربما أعطاك شيء يذكرك به ... ربما حصل مكروه لشخص تعرفه ... أو حدث أمر مفرح لشخص آخر بعد انقطاع الأمل فترى قدرة الله فتعود إليه ... ربما ابتُليت أنت فتعود إليه رافعاً يدك وقلبك إليه فيدخلك برحمته إلى بستان الطاعة من جديد وتبدأ في تفعيل حسابك الربّاني مرة أخرى
شخصياً ... شخص لديه اعاقة في احدى قدميه وقف بجواري - على قدم واحدة - في صلاة القيام في رمضان حتى الركعة الأخيرة ... جعلني أخجل من شعوري بالألم طيلة الصلاة وجعلني أحمد الله على رسالته هذه
العلاقة مع النفس ... هي علاقة أساسها الحساب الربّاني الذي ذكرناه ... فإن لم يكن لديك حساب ربّاني فسارع بفتح هذا الحساب وتفعليه وإلا فاقرأ ما شئت : نسوا الله فأنساهم أنفسهم
من أجمل نعم الله عليك ساعة في خلوة تجالس فيها نفسك تعاود فيها الاتصال بنفسك ... أهم مخلوق على وجه الأرض لك وأصدقهم وأكثرهم تمنياً لسعادتك ... نفسك ... تعلمت في هذه الحياة أنه لا يستطيع أن يعطي السعادة من منعها عن نفسه ... وتعلمت أنك حين تفدي أحدهم بروحك ... انتهى الأمر عند هذا الحد فأنت الآن ميّت لا تشعر بشيء ... أما أن تفدي أحدهم بسعادتك فأنت تعطيه جزء من السعادة يحيا بها فيزيد نصيبك من السعادة أضعاف مضاعفة ... شخصياً اعتبر اسعاد الآخرين مثل قرض حسن تقرضه لله فيضاعفه لك أضعافاً كثيرة ... ولكن اذكر دائماً ... إن لنفسك عليك حقاً ... فاعط نفسك أيضاً نصيباً من السعادة ولا تبخل عليها
في ظل الحياة المادية والعملية البحتة التي نحياها اليوم ... هجمات شديدة وأمواج عاتية على سفينة الحياة ... جعلتنا نرى الجانب المظلم فقط من التجارب ومن المشهد ... نسينا في لحظة يأس أن التجربة ليست غاية ولكن الغاية اكتشافك لنفسك بعد هذه التجربة وبعد هذا الابتلاء أو المشروع أو العمل الذي قمت به وابتُليت فيه بالمصاعب
حرق القرآن ... فتنة النصارى والمسلمين ... توريث الحكم ... كهرباء ... غاز ... فساد ... كل هذه الأمور موجودة بصور مختلفة منذ الأزل
كل ما أعرفه وعلى يقين به أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ... لن يغيّر الله حالك من السعادة إلى الضنك إلا بذنب منك وسلوك أوقعك تحت وطئة هذا الضنك والظلم ...ولن يغيّر الله حالك من الضنك إلى السعادة ... إلا بطاعة وسلوك منك وسعي لتغيير هذا الفساد والحزن والألم
كل ما أعرفه في هذه الحياة ... أن الفجر تسبقه شدة العتمة ويتبعه شروق جديد ... وأن الشخص الفاسد لا يصلح حاله إلا بزلزلة أو رسالة تزلزله من الداخل فتكون بمسافة تكرير لكل ما سبق وبداية جديدة ... وهكذا الدول والمنظمات والشركات وكل جوانب الحياة
كل ما أعرفه في هذه الحياة .. وعشته وأتحدث فيه رغم سينن العمر البسيطة التي لم تتجاوز الثامن والعشرين بعد ولكن مروري بتجارب كثيرة جعلتني أوقن بأن جميع المشكلات والابتلاءات يسهل حلّها من الداخل ... من اليقين الداخلي والفعل والعزم وبالتوكل على الله بداية ونهاية ... إياك نعبد ... وإياك نستعين
بعد أن أراني الله آية رحيمة جداً في تجربة حياتية فخور جداً باجتيازها و رؤيتي لحكمته فيها ... أقولها بملء فمي ... "سعيد سعادة الجنة بتسبيح العباد لله"
أشعر الآن بحاجتي الشخصية لإعادة تفعيل الاشتراك في حسابي الربّاني ... واعادة تفعيل الاشتراك بيني وبين نفسي بحاجة شديدة لـ " الحياة .. لما تصحى من النوم " حتى لا ننسى أنفسنا في ظل ماديات الحياة وآلامها الكثيرة
ومالنا ألا نتوكل على الله وقد هدانا سبلنا
8 comments:
منوّر على فكرة :)
-ـ- أحمد عبد العدل-ـ-ـ
تتحسب عودة دي بقى ولا متتحسبش يا دوك؟
:)
منوّر بنور السما الصافية يا بوحميد ... أصل الكهربا قاطعة
:)))
لست وحدك أستاذي من يحتاج لهذا النوع من التفعيل فكلنا في علاقتنا مع الله تختلف بين الواقع والمفروض
فهي تتذبذب زيادة و نقصانا علي حسب الحاجه و علي قدر المحن ... و كأن من يحظي بحب الله .... هو المُصاب دائما .... لذا فهو دائما في حاجة الي الله ... او بمعني ادق ... في عبادة متصلة بالله ...
لذا عندما استمع الي مقولة : "المؤمن مصاب "..... اتعجب منها .... و اعتبر عكسها هو الصحيح ... أي أن : المُصاب مُؤمن
و سبحان الله العلي القدير الذي اخبرنا من فوق سبع سنوات في قرآنه الكريم بهذه الحقيقه الدامغه و التي لا تزيد الانسان الا خسارا و تكشفه امام نفسه الضئيله العاجزه
يقول الله عز و جل في سورة يونس :
هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِها جاءَتْها رِيحٌ عاصِفٌ وَجاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنا مِنْ هذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (22) فَلَمَّا أَنْجاهُمْ إِذا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّما بَغْيُكُمْ عَلى أَنْفُسِكُمْ مَتاعَ الْحَياةِ الدُّنْيا ثُمَّ إِلَيْنا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (23)
صدق الله العظيم
في علاقتنا بالله لا يجب ان تكون كمن يجيب عليك إذا سألته كيف أنت؟ قال: بخير، وهو لا يستطيع أن يحدد معنى الخير الذي يريده.
ولكن يجب ان تكون كالصحابي الْحَارِثِ بن مَالِكٍ الأَنْصَارِيِّ؛ إذ مَرَّ بِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ لَهُ: "كَيْفَ أَصْبَحْتَ يَا حَارِثُ؟" قَالَ: أَصْبَحْتُ مُؤْمِنًا حَقًّا، فَقَالَ: "انْظُرْ مَا تَقُولُ؟ فَإِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ حَقِيقَةً، فَمَا حَقِيقَةُ إِيمَانِكَ؟"، فَقَالَ: قَدْ عَزَفَتْ نَفْسِي عَنِ الدُّنْيَا، وَأَسْهَرْتُ لِذَلِكَ لِيَلِي، وَاطْمَأَنَّ نَهَارِي، وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى عَرْشِ رَبِّي بَارِزًا، وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى أَهْلِ الْجَنَّةِ يَتَزَاوَرُونَ فِيهَا، وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى أَهْلِ النَّارِ يَتَضَاغَوْنَ فِيهَا، فَقَالَ: "يَا حَارِثُ، عَرَفْتَ فَالْزَمْ"، ثَلاثًا.
وكما يقولون: "إذا كنت لا تعرف إلى أي ميناء تبحر، فإن كل الرياح غير مواتية".
ولكن ربما نسي بعضنا بعض الأمور أو الطموحات التي يمكن أن يصل إليها خلال حياته، فلا تعجز ولا تيأس، ولكن يمكنك أن تستدرك ما فاتك، وتحدد أثناء العمل ما تريده.
وحين تحدد أهدافك كن عالي الهمة، شامخ الرأس، وصوب ناحية السماء حتى تصيب أقرب النجوم من الأرض،
فقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إذا سألتم الله الجنة فاسألوه الفردوس، فإنه أعلى الجنة وأوسط الجنة، وسقفها عرش الرحمن
اعتذر عن الأطاله
واعتذر ان كنت خرجت عن اصل الموضوع
Anonymous
بالعكس بدون اعتذار على الاطالة
ده أنا اللي أشكر حضرتك على التعليق الراقي والرائع ده وأسأل الله أن ينفع بيه من يقرأه
لكن عندي تعليق على جزئية المؤمن مصاب
حاولت أفكر فيها بعض الشيء وفعلاً ينفع نعكسها ... لكن وجدت إنه المصاب ليس دائماً مؤمن ... ربما أراد الله أن يأخذ أحدهم بظلمه فأصابه ... لكن المؤمن هو اللي يخرج من المصيبة بإيمانه
رزقنا الله وإياكم رشاد الأعمال
وبالنسبة لتحديد الهدف
أنا حبيت أشير إليها في الآية ومالنا ألا نتوكل على الله وقد هدانا سبلنا
فإذا لم يكن هناك هدف وصلنا إليه فلن نكون قد حققنا الآية ... كيف سيكون هدانا سبلنا؟
:)
أعزكم الله وجزاكم الله خيراً على التعليق المفيد جداً
جزاكم الله خيرا
إن بعد العسر يسر@
موناليزا
وجزاكي مثله والمسلمين يا أستاذة
مشرفانا ومنورانا رغم تقصيرنا
:)
هوندا
سبحان الله فعلاً
فإن مع العسر يسراً إن مع العسر يسراً
العلماء بيقولوا العسر جه بصيغة العلم المعرف واليسر جه بصيغة النكرة علشان يظهر ان ان العسر واحد واليسر كثير
وقالوا برضه لا يغلب عسر يسرين
ربنا ييسر حال الأمة جميعاً ويكتبلنا الطاعة والعزة ويصلح قلوبنا وأحوالنا جميعاً
:)
شرفتي يا هوندا
Post a Comment