مع أول حرف من كتابتي لهذه التدوينة سمعت بالخارج صوت
"تشش شش ش " ، صوت ارتطام كوب زجاجي على السيراميك ، أعتقد أنها دلالة
كافية على أمر مش مهم ومش بالضروري أكون عارفه
اليوم تذكرتنا أنا وأخي في طريقنا للمنزل نتناقش في أمر
خطير ومهم ولم يكن بالامكان العودة للمنزل قبل اتمامه والوصول لقرار مصيري فيه ،
باختصار :
علي : نجيب بيتزا من الراجل اللي جنب المحكمة ؟ - نظراً
لإن مكانش أيامها فيه حاجة اسمها بيتزا هت عندنا - اعتقد ولا الأيام دي
أنا : بيطوّل ، إذا قلتله يعملها ورجعتله في المعاد اللي
قاله بتلاقيه لسه مخلصهاش وإذا اتأخرت شوية عن معاده ورحتله بعدها بتلاقيه خلّصها
بدري وبقت باردة ، مفيش غير إنك تقف أدامه النص ساعة لغاية ما يخلصها
علي : نجيب كونو وآيس كريمات ولتر فيروز ولب وفول أسواني
وفستك أنتوش ؟ - الفستك أنتوش هي مصطلح أطلقه أخي منذ سنوات على "درة
الفيشار" نشتريه من الـ "مقلة" ونقوم بتجهيز الفيشار في المنزل
لنستمتع بصوت الطرقعة لدرجة أن بعض الجيران كانوا يسمعوا الطرقعة أو يشموا ريحة
الفيشار ويرن جرس الباب : اعملوا حسابنا معاكم في الفيشار : )
أنا : نِجِيب محفوظ
علي : نعم؟؟ عايز ايه ؟
أنا : يعني مبحبش متعة اللحظة ، لو جبت آيس كريم هيخلص في دقيقتين لو جبت
فيروز أو بيبسي متعته في اللحظة اللي انت بتشربها لو جبت سوداني وأسواني وأنتوش
متعتها لمجرد السهرة وهتنتهي المتعة بمجرد انتهاء كل الحاجات دي .. بص أنا جعان
إيه رأيك نجيب بيتزا ؟
علي : ما هي برضه متعة لحظة بخلاف انك هتعمل مجهود – اللي
هو الوقوف على رجليك نص ساعة لغاية ما الراجل يخلص – ولا إيه ؟
أنا : طالما كده لحظة وكده لحظة ... البيتزا حلوة
علي : اللي يمشي ورا العيال ميكسبش : )
الكلام ده مر عليه ما يزيد عن 15 سنة ، بعد فترة ودون أن أدري ولا أعلم السبب لذلك كنت أجدني مع الأصدقاء أكتر حاجة بنجيبها هي البيتزا .. الكوفي مكس .. البرجر .. ربما وجدت في هذه اللحظات متعة يومية ... كان ذلك قبل السفر وفراق الناس الحلوة
علمتني هي أن الحياة ما هي إلا لحظات متعة قليلة في وسط عمر طويل من التعب والجهد والارادة ، وحتى في أوقات النجاح المنتظر تكون متعة النجاح هي اللحظة التي حصلت فيها على هدفك ثم يبدأ العد التنازلي من جديد لمجهود جديد وهموم أخرى
علمتني هي أن الحياة ما هي إلا لحظات متعة قليلة في وسط عمر طويل من التعب والجهد والارادة ، وحتى في أوقات النجاح المنتظر تكون متعة النجاح هي اللحظة التي حصلت فيها على هدفك ثم يبدأ العد التنازلي من جديد لمجهود جديد وهموم أخرى
علمتني هي أنه من أجل ذلك لابد أن تستمتع بهذه اللحظات
التي تأتي سريعة ربما أسرع من الضوء والصوت ؛ بل ربما أسرع من الاحساس بالمتعة
نفسها
تذكرت قول الشيخ وهو يحاضر في تفسير سورة البقرة قوله
تعالى : "كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا
الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا " كان يتحدث
بأن الدنيا ما هي إلا صورة ترى فيها بعض الأشياء ولكن لا ترى كل الحقائق ويومها
تحدث عن السعادة بأن السعادة السرمدية ليست على هذه الحياة إنما على هذه الحياة
صورة بسيطة أو سمّه "نموذج" سعادة و "نموذج" حزن و
"نموذج" ثواب و "نموذج" عقاب وهذا ربما نراه الآن لنعرفه
عندما نراه في الدار الآخرة
وهنا استطرَدَت ذاكرتي لأتذكر الشيخ الآخر الذي تحدث عن الآية في سورة الحاقة عندما يقول المؤمن "فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ " معلقاً الشيخ على ذلك قائلاً : عارف الواد في الملعب لما بيجيب جون ويبقى فرحان بيجري بطول الملعب ويطلع يحضن في اللعيبة ع الخط أو يتزحلق هو والفريق على "نجيلة" الملعب ويشاور للجمهور على عينيه ويقول لهم شوفتوا ؟ شوفتوا؟ أهو المؤمن علشان كان عارف في الدنيا جزاء الأعمال دي وشاف نماذج للسعادة في الحياة الدنيا وعارف إن السعادة سرمدية في الآخرة مش سنة وسنتين ولا ستين سنة ده خلووود فبيبقى فرحان وحاسس إنه جاب جون .. جون تاريخي كمان [1]
طالما أنها لحظات ولن تطول " ما
تخلينا نستمتع باللحظات اللي بتيجي كده في السريع أهو ع الأقل نكون طولنا حاجة من
اللحظات اللي بتيجي والواحد مبياخدش باله منها دي" ولا إيه ؟
الآن : أحاول اقتناص أي فرصة للاستمتاع ربما أجدها .. ربما تمرّ أمامي ولا ألاحظها
الآن : أقتنص ساعة ونصف أذهب إلى السينما لمشاهدة أحد الأفلام ، ربما أجد هذه المتعة هناك
أقتنص ساعات العمل في أوقات التخفيض - وليس أوقات الذروة - وأستمتع بقراءات الشيخ مشاري والشيخ سعد الغامدي ... بالمناسبة : ختمة كاليفورنيا 2010 للشيخ مشاري العفاسي تحفة لو سمعتوها هتعجبكوا :)
أقتنص ساعات قليلة من اليوم في قراءة أحد الكتب الخفيفة .. ربما أجد فيها لحظات المتعة
الآن : أحاول اقتناص أي فرصة للاستمتاع ربما أجدها .. ربما تمرّ أمامي ولا ألاحظها
الآن : أقتنص ساعة ونصف أذهب إلى السينما لمشاهدة أحد الأفلام ، ربما أجد هذه المتعة هناك
أقتنص ساعات العمل في أوقات التخفيض - وليس أوقات الذروة - وأستمتع بقراءات الشيخ مشاري والشيخ سعد الغامدي ... بالمناسبة : ختمة كاليفورنيا 2010 للشيخ مشاري العفاسي تحفة لو سمعتوها هتعجبكوا :)
أقتنص ساعات قليلة من اليوم في قراءة أحد الكتب الخفيفة .. ربما أجد فيها لحظات المتعة
علمتني هي : أن متعة اللحظة ... أحسن من مفيش
سألني أحد الأصدقاء يوماً : انت ليه علطول مبتسم حتى وانت نايم ؟
فقلت : أصل الحياة
أسرع من اللي عايشين فيها والحزن سهل نفتكره لكن لحظات السعادة قليلة لازم نديها
دافع علشان تعيش أكتر
افرد جناحك لفوق طير وأحلامك معاك
الفكرة اللي
تجيلك احسبها صح ونفذها واستمتع بيها وبكل لحظة فيها
مفوّتش لحظة فرح علشان
خايف من حزن قريب
متفوّتش لحظة صدق علشان خايف من جرح ممكن ميجيش
متفوّتش
لحظة حب لإن القلب مسيره هيتغير
No comments:
Post a Comment